التجارة الإلكترونية ومفاهيمها
مقدمة حول التجارة الالكترونية: مفهومها، أنواعها، ومميزاتها
هل تعلم أنّه من المتوقّع أن تصل قيمة سوق التجارة الإلكترونية إلى 200 مليار دولار بحلول سنة 2026؟ إنّه رقم كبير بالفعل سيوقد فضولك لتعرف المزيد عن هذا المجال الذي يزداد انتشارًا ونموًّا مع مرور كلّ يوم، وحتى لو لم تكن تعلم ما يعنيه مفهوم التجارة الالكترونية بالضبط، فلا شكّ أنّك تسمع عنه بين الحين والآخر.
بدءًا من الشركات الصغيرة ووصولاً إلى عمالقة السوق، يستفيد الجميع من صناعة التجارة الإلكترونية، ولا مجال للتراجع عنها.
هل أنت مهتمّ ببيع المنتجات عبر الإنترنت، وإنشاء متجر إلكتروني، وكسب مبالغ مالية كبيرة بالمقابل؟ إن كنت تفعل، فأنت إذن في المكان الصحيح، لأنّنا سنعرّفك اليوم على كلّ ما يتعلّق بالتجارة الإلكترونية، مفهومها، أنواعها ومميزاتها.
ما هي التجارة الالكترونية؟
التجارة الالكترونية أو الـ eCommerce باللغة الإنجليزية هي عملية شراء وبيع المنتجات أو الخدمات، والقيام بالتحويلات المالية ونقل البيانات باستخدام وسيط إلكتروني (الإنترنت). وهذه العملية تتيح للأفراد والشركات القيام بأعمالهم التجارية دون أيّ قيود مرتبطة بالوقت أو بالحواجز الجغرافية.
ما هي أنواع التجارة الالكترونية؟
غالبًا حينما نفكّر في التجارة الإلكترونية، فإنّ أوّل ما يخطر ببالنا هو المعاملات التجارية بين المورّد والعميل، لكن وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر صحيح لكن التجارة تنطوي على أكثر من ذلك.
في الواقع هنالك 6 أنواع رئيسية للتجارة الإلكترونية هي كما يلي:
- بين الشركات B2B
- من الشركات إلى المستهلك B2C.
- بين المستهلكين C2C.
- من المستهلك إلى الشركات C2B.
- من الشركات إلى الإدارات B2A.
-
من المستهلك إلى الإدارة C2A.
فوائد التجارة الالكترونية وسلبياتها
بعد أن تعرّفت على مفهوم التجارة الإلكترونية وأنواعها، من المهمّ لك الآن الاطّلاع على أهم مزاياها وجوانب القوّة فيها إضافة إلى سلبياتها ونقائصها. وذلك حتى تتمكّن بعدها من اتخاذ قرارك حول ما إذا كنت ستدخل هذا العالم أم تبقى متمسّكًا بالتجارة التقليدية.
فيما يلي مجموعة من أهمّ هذه المزايا والسلبيات:
مزايا التجارة الالكترونية
1- إنخفاض التكلفة
من أهمّ إيجابيات وفوائد التجارة الإلكترونية انخفاض تكاليف البدء بها. تحتاج المتاجر التقليدية إلى آلاف الدولارات لاستئجار مكان العرض، بالإضافة إلى العديد من التكاليف المبدئية الأخرى كالواجهات الأمامية، وتصميم المحلّ، وشراء مخزون البضائع ومعدّات البيع وغيرها.
دون أن ننسى أيضًا أنّ صاحب المحلّ سيضطرّ عاجلاً أو آجلاً إلى توظيف عدد من الأفراد لضمان سير العمل، خاصّة إن كان للمتجر عدّة فروع في مواقع متعدّدة.
في التجارة الإلكترونية، لن تحتاج لأي من ذلك، إذ ليس عليك استئجار أيّ موقع حقيقي على أرض الواقع للبدء بعملك في البيع، كما أنّ تصميم موقع إلكتروني سيكون بلا شكّ أقلّ تكلفة من تصميم متجر حقيقي، ولن تحتاج إلى أيّ موظفين لإدارة متجرك، حيثُ يمكنك القيام بذلك بمفردك وأنت جالس على أريكتك المريحة في منزلك
2- دخل مستمر علي مدار الساعة
ميزة أخرى من مزايا التجارة الالكترونية، ألا وهي أنّ المتاجر الإلكترونية تبقى مفتوحة على مدار الساعة!
من خلال إعلانات متجرك على الفيسبوك أو جوجل، يمكنك جذب زبائن جددًا بعد منتصف الليل أو بعد الرابعة فجرًا! ومن أيّ مكان في العالم. بعكس المتاجر التقليدية التي تنحصر ساعات عملها عادة بين التاسعة صباحًا والعاشرة ليلاً.
من خلال بقاء المتجر الإلكتروني مفتوحًا على مدار الساعة، ستجذب بلا شكّ أولئك الذين لا يستطيعون ارتياد المتاجر التقليدية في أوقات دوامها أو من لا يفضّلون التسوّق التقليدي وتضييع الكثير من الوقت في عملية البحث عن المنتج الذي يرغبون فيه.
3- مبيعات قد تكون عالمية
من خلال التجارة الإلكترونية، ستتخطّى الحواجز الجغرافية وتنتقل بمشروعك إلى المستوى العالمي. قد تعثر على زبائنك في الجزء الآخر من الكرة الأرضية، أو في دول مجاورة وستتمكّن من تقديم خدماتك لهم بكلّ سهولة، دون الحاجة للتواجد معهم في نفس البلد أو المدينة.
4- سهولة عرض المنتجات والسلع الأكثر مبيعا
تتيح هذه الميزة لأصحاب المتاجر الإلكترونية عرض بضائعهم للزبائن. ففي الوقت الذي قد يضطر فيه التجار التقليديون إلى إنفاق الكثير من الجهد والمال في تصميم طريقة عرض البضائع بغاية جذب الزبائن، يمكن للزبون في المتجر الإلكتروني العثور على المنتجات الأكثر مبيعًا بكلّ سهولة ويسر.
لماذا قد ترغب في أن يعثر زبائنك على هذه المنتجات بالذات؟
ببساطة لأن جودتها مثبتة، فقد قام زبائن آخرون بشرائها وتجربتها، وأبدوا رضاهم عنها وإعجابهم بها. وتستطيع أنت بكلّ سهولة عرض هذه المنتجات بالذات على جمهورك من خلال الرسائل الدعائية عبر البريد الإلكتروني أو من خلال الإعلانات على فيسبوك أو جوجل!
5- مكان رائع لعملاؤك الإنطوائيين
بعض الأشخاص الانطوائيون يمقتون فكرة زيارة متجر تقليدي والدخول في نقاشات مع الموظفين هناك بهدف شراء منتج معيّن، سواءً كانت هذه النقاشات استفسارات عن طبيعة المنتج أو مفاوضات بشأن سعره أو حتى الإجابة عن أسئلة البائعين حول ما يرغبون فيه بالضبط.
مثل هؤلاء الأشخاص سيُسعدون حقًا بتجربة التسوق الإلكتروني عبر الإنترنت كونها لا تتضمّن الكثير من التفاعل مع الآخرين.
وفي حال رغب أحد الزبائن في التواصل مع صاحب المتجر، فكلّ ما عليه فعله هو الضغط على زرّ “المحادثة الفورية” أو التواصل عن طريق البريد الإلكتروني أو مراسلة الصفحة الرسمية للمتجر على الفيسبوك، ليحصل على كافة الإجابات التي يبحث عنها!
6- سهولة الوصول الي بيانات العملاء بشكل أدق
تتمثّل إحدى أهمّ مزايا التجارة الإلكترونية في أنّه يمكنك الوصول بسهولة إلى بيانات عملائك وتحليلها. إذ أنّ الكثير من العملاء لا يمانعون مشاركة بريدهم الإلكتروني أو عنوانهم أو حتى بعض المعلومات الشخصية عنهم عند شراء المنتجات عبر الإنترنت. بعكس ما قد تكون عليه ردّة فعلهم في حال طلب منهم بائع متجر تقليدي الأمر ذاته.
ومن خلال تحليل هذه البيانات، سيصبح في وسعك بلا شكّ تقديم خدمة أفضل لعملائك وبناء علاقة أكثر قوّة معهم بل وتخصيص طريقة تسويق منتجاتك بناءً على احتياجاتهم ورغباتهم.
سلبيات التجارة الإلكترونية
مع كلّ إيجابية أو ميزة للتجارة الإلكترونية هنالك بلا شكّ ما يقابلها من سلبيات أو جوانب ضعف. في النهاية لابدّ من أن نكون واقعيين، إذ لا شيء مثالي تمامًا. وفيما يلي بعض من هذه السلبيات .
1- لا يمكن البيع في حال تعطل السيستم أو الموقع الإلكتروني
من أسوأ سلبيات التجارة الإلكترونية هو عدم قدرة أيّ شخصٍ على شراء منتجاتك في حال تعطّل أو انهيار موقع متجرك الإلكتروني .
لهذا السبب، من المهم للغاية أن موقعك قد تمّت استضافته عبر منصّة تجارة إلكترونية مناسبة. فعلى سبيل المثال، إن كنت تدفع حدًا أدنى من رسوم الاستضافة على إحدى المنصّات المتخصصة في ذلك، وحدثت قفزة في عدد زائري متجرك نتيجة حملة دعائية أو إعلان تلفزيوني، فإنّ موقعك على الأغلب سينهار بسبب عدد الزوّار الكبير، ممّا قد يسبب لك خسارة مادية كبيرة .
2- لا يمكن للزبائن تجربة المنتجات
وعلى الرغم من أنّها المشكلة الحالية الأكبر لمعظم البائعين عبر الإنترنت، لكنها لن تبقى كذلك لوقت طويل، فمع تقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR أصبح بالإمكان تجربة العديد من المنتجات قبل شرائها. ممّا يتيح تجربة أكثر تفاعلية للزبائن.
كيف ذلك؟
يمكنك على سبيل المثال إلقاء نظرة على تطبيق Sephora’s Virtual Artist وهو متجر إلكتروني لمستحضرات التجميل، والذي يتيح للفتيات تجربة العديد من ألوان ظلال العيون وأحمر الشفاه قبل اتخاذ القرار بشرائها.
3- مجال عالي في المنافسة
المحاربة من أجل العملاء هي واحدة أسوأ عيوب التجارة الإلكترونية. وغالبًا ما تشهد أفضل مجالات هذه التجارة تنافسية عالية، ممّا يجذب أغلب روّاد الأعمال إليها.
هذا ليس كلّ شيء، فكلّما زادت تنافسية مجال معيّن، ارتفعت تكلفة الإعلانات المتعلّقة بهذا المجال وأضحى بالتالي تحقيق الربح أكثر صعوبة.
وللتغلب على هذه المشكلة أمامك حلاّن: إمّا باتباع استراتيجية تسويقية مختلفة عن تلك التي يتّبعها منافسوك أو أن تلجأ إلى طرق أقلّ تكلفة للدعاية والإعلان عن منتجاتك، كأن تجذب عملائك لقراءة مدوّنات ومنشورات خاصّة بالمنتجات، ثمّ تحويلهم إلى صفحة الخاصّة بعرض المنتجات كي يشتروا منها، بدلاً من توجيههم إليها بشكل مباشر
4- العميل الأونلاين قليل الصبر أحيانا
في حال كان لدى العميل سؤال أثناء تسوّقه في متجر تقليدي، سيكون مندوب المبيعات موجودًا على الدوام للإجابة عليه. لكن هذا الأمر قد لا يكون متوفّرًا في بعض المتاجر الإلكترونية. إذ تتأخر الكثير منها في الردّ على استفسارات العملاء.
وكما أنّ ميزة التجارة الإلكترونية هي توافرها على مدار الساعة، فإنّ من عيوبها بالمقابل عدم توفّر خدمة العملاء على مدار الساعة، وهو أمرٌ قد بدأت شركات كثيرة بالفعل في القيام به من خلال توظيف أشخاص في مجال خدمة العملاء للعمل في مناوبات ليلية وصباحية بغرض تقديم يد العون والردّ على استفسارات الزبائن في جميع الأوقات
5- التأخير أحيانا في شحن المنتجات
يعتبر زبائن التجارة الإلكترونية أنّ أوقات الشحن وإيصال المنتجات إليهم من أسوأ عيوب هذا النوع من التجارة. فحينما يتسوّق أحدهم في متجر تقليدي، يمكنه شراء المنتج واستلامه على الفور، أمّا في حالة التسوّق الإلكتروني فعليه الانتظار لأسبوعين كحدّ أدنى للحصول على المنتجات
Tag:WordPress